هل تكبح مراقبة بقع الإنترنت المخفية مجازر الكراهية – مصدر24

هل تكبح مراقبة بقع الإنترنت المخفية مجازر الكراهية

واشنطن- عُلّق منتدى “8 تشان” حيث صبّ مرتكب مجزرة إل باسو جام كرهه للمهاجرين قبل أن يفعل فعلته لفترة من الوقت لأن الكيل قد طفح عند مزوّده بالخدمات، في قرار يظهر الصعوبات القضائية والأخلاقية لمراقبة هذه الفضاءات الإلكترونية.

وقد وصف ماثيو برينس مدير “كلاودفلير” التي تزوّد “8 تشان” بالخدمات الأحد هذا المنتدى الذي يلجأ إليه متطرّفون على أنواعهم بـ“وكر تعشعش فيه الكراهية”. وأدى هذا القرار إلى تعليق المنتدى مؤقتا ريثما يعثر على مزوّد آخر هو “بيتميتيغايت” الذي يعدّ أكثر مراعاة لحرية التعبير بحسب مدافعيه، وأكثر تساهلا مع المتشددين بحسب منتقديه.

وحرية التعبير التي يجاهر بها “8 تشان” وغيره من المنتديات تجعلها مختلفة جدا عن شبكات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك، التي تعتمد قواعد أكثر صرامة بكثير رغم وجود نقاط استفهام كثيرة بشأن أصول استخدام هذه الأخيرة.

مارك زوكربيرغ: الحاجة إلى تشريعات جديدة في أربع مجالات هي المحتويات المشحونة بالعنف ونزاهة الانتخابات وحماية الحياة الخاصة والحقوق المرتبطة باستعادة البيانات

ولا يستغرب مارك بوتوك من مركز تحليل أنماط اليمين المتطرّف أن تجبر خدمات استيعاب النظم المعلوماتية أو الحماية المعلوماتية مواقع مثل “8 تشان” على الإغلاق.

 وأكد “لهذه الشركات واجب أخلاقي لدفع هذه المواقع على الإغلاق”. وأردف “ينبغي أن تخوّل قوى الأمن من مراقبة ‘8 تشان’ وغيره من المنتديات المماثلة من دون أن تخالف بذلك القانون”.

وندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تُوجّه إليه شخصيا انتقادات على تصريحاته ومواقفه الملتبسة بشأن المنادين بتفوّق العرق الأبيض، بهذه الشبكات التي “ترمي أصحاب النفوس الضعيفة في أحضان التطرّف وتدفعهم إلى ارتكاب أفعال جنونية”.

وأعادت مجزرة إل باسو التي أودت بحياة 22 شخصا بعد نشر بيان يندد بـ“غزو ذوي الأصول الأميركية اللاتينية” تكساس، إلى الواجهة الجدل حول مسؤولية المنتديات الإلكترونية.

وقال داريل ويست المدير المكلّف شؤون الابتكارات التكنولوجية في مؤسسة “بروكينغز إنستيتيوشن” العريقة “من واجب هذه المنصات التكنولوجية إبعاد المجموعات المتطرّفة التي تحضّ على العنف”. وأردف “لا يبتّ الأمر بصلة إلى حرية التعبير… لأنه لا يجوز للناس الحضّ على العنف. فمن المؤذي جدا تركهم يتصرفون بعنف ويطلقون تصريحات مشحونة بالكراهية ويعرّضون حياة الآخرين للخطر”.

لكن كارن كورنبلو التي تتولى شؤون الإبداع الرقمي في مركز “جيرمان مارشال فاند” تشير إلى “صعوبة اتّخاذ هكذا قرارات بالنسبة إلى الشركات. فهي تبدي بعض التحفظات التي هي في محلّها، في التعرّض لحرية التعبير”. وقد يشكّل الإبلاغ عن النشاطات المشبوهة سبيلا ناجعا يتيح التصدّي للحضّ على العنف، في نظر كورنبلو.

وبالنسبة إلى كايت كلونيك الأستاذة المحاضرة في جامعة سانت جونز والمتخصصة في قوانين الإنترنت، ليست شركات مثل “كلاودفلير” الجهات الأنسب لاتخاذ “قرارات من هذا القبيل بشأن إدارة المحتويات” التي تؤرق بال الشبكات الكبرى للتواصل الاجتماعي.

ويشاطر مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك هذا الرأي.  وقال في مقال نشر في 31 مارس “أنا على قناعة بضرورة أن تضطلع الحكومات والهيئات الناظمة بدور أكثر فعالية”. وشدّد على الحاجة إلى تشريعات جديدة في أربع مجالات هي المحتويات المشحونة بالعنف ونزاهة الانتخابات وحماية الحياة الخاصة والحقوق المرتبطة باستعادة البيانات.

'