لماذا تخشى واشنطن امتلاك تركيا صواريخ أس400- – مصدر24
لماذا تخشى واشنطن امتلاك تركيا صواريخ أس400-

لماذا تخشى واشنطن امتلاك تركيا صواريخ أس400-

واشنطن- تستحوذ منظومة صواريخ “أس400-” الروسية على اهتمام الرأي العام الدولي بعد أن أعلنت تركيا وصول الشحنة الأولى إلى أراضيها الأسبوع الماضي، في خطوة أثارت قلق الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.

ولا تزال الولايات المتحدة تعبر عن رفضها لصفقة الصواريخ الروسية أس400- لتركيا، حيث مضت حكومة العدالة والتنمية في الصفقة على الرغم من الموقف الأميركي.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الوزير مايك بومبيو تحدث إلى نظيره التركي،السبت، وعبر عن خيبة أمله بسبب حصول أنقرة على نظام صواريخ أس400- الدفاعي الروسي.

وعارضت واشنطن شراء تركيا للنظام الدفاعي الصاروخي الروسي وهددت بفرض عقوبات على أنقرة ومنذ ذلك الحين لم يتضح موقف الرئيس دونالد ترامب من تلك الخطوة.

وكانت الدفعة الأولى من نظام “أس400-” وصلت إلى قاعدة “مرتد” العسكرية الجوية في أنقرة الأسبوع الماضي، مما دفع الولايات المتحدة إلى إلغاء مشاركة تركيا في برنامج الطائرة الشبح المقاتلة “أف35-”، فيما عبر الجانب التركي عن أن الخطوة الأميركية لا تتماشى مع روح الصداقة والتحالف بين البلدين.

وشرح تقرير لمركز ستراتفور الأميركي أسباب القلق الأميركي من امتلاك تركيا منظومة صواريخ أس-400 الروسية، ويشير التقرير إلى أن الهواجس الأمنية تقف وراء هذه المخاوف، وتتوجس واشنطن من محاولاتها استهدافها، حيث يمكن أن تستخدم لاعتراض الطائرات والصواريخ.

هواجس أمنية

غراف

تخشى واشنطن أن يسمح نشر المنظومة أس- 400 مع وجود المقاتلات أف35 لروسيا بالحصول على الكثير من المعلومات عن نظام التخفي عن الرادار الذي تتمتع به المقاتلة المتطورة.

ويتردد أن نظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي، سطح-جو، الذي يمكنه الاشتباك مع أهداف محمولة جوا على مسافة حوالي 400 كيلومتر، هو أفضل نظام دفاع جوي من نوعه.

ويرى الأميركيون في النظام الروسي تهديدا مباشرا لطائراتهم في تلك المنطقة. أما حلف الناتو فينظر إلى نظام الدفاع أس400- الروسي على أنه لا يمكن دمجه في نظام الدفاع الجوي الخاص بالحلف الذي تعد تركيا ثاني قوة عسكرية فيه.

وقال الخبير المتخصص في الطيران العسكري بتركيا، هاكان كيليتش، لوكالة الأنباء الألمانية إن مدى النظام الصاروخي الروسي يزيد ثلاثة أضعاف عن نظام “باتريوت” الأميركي المماثل. وأضاف أنه من خلال النظام الصاروخي الروسي “يمكنك إسقاط أي طائرة -تقريبا- داخل النطاق”.

وتتهم واشنطن تركيا بالحصول على معدات عسكرية قادرة على تقويض التحالف العسكري، الذي يعتبر روسيا خصما. ولكن، هل يستحق الخلاف ذلك بالنسبة لتركيا؟

من ناحية أخرى، يقول خبير الصناعات العسكرية التركي، أردا مولود أوغلو “ستكون قدرات النظام أس400- محدودة للغاية، حيث لن يتم دمجها في نظام رادار الدفاع الجوي لحلف شمال الأطلسي”.

وأضاف أوغلو “يمكن لنظام أس400- أن يكون رادعا ضد التهديدات، مما يسمح لتركيا بإغلاق أجزاء أكبر من مجالها الجوي، ولكنه ليس لديه حماية ضد الصواريخ الباليستية”.

يمكن أن تسبب الأنظمة الروسية أضرارا كبيرة في صفوف الخصم إذا أتيحت لها فرصة استهداف طائرات العدو الرئيسية والناقلات التي تزودها بالوقود ونظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا

ولهذا السبب وغيره، يصرالنظام التركي عن سعيها لشراء أنظمة بديلة مثل نظام “باتريوت” الأميركي، بحسب خبير الطيران العسكري كيليتش. وكانت أنقرة تعتزم شراء أكثر من 100 مقاتلة “أف35-”، حيث كان من المقرر وصول أول طائرتين إلى تركيا مطلع العام المقبل.

والطائرة أف35- هي أحدث ما أنتجته الولايات المتحدة، وتعرف باسم الطائرة الشبح لقدرتها على تفادي اكتشافها من قبل أجهزة الرادار. وتخشى واشنطن من أن يقوض النظام الروسي قدرات الشبح أف35. ويشير كيليتش إلى أن طرد الشركات التركية من برنامج أف35 يعني “خسارة أعوام من العمل والتدريب والأموال التي تتجاوز مليار دولار أميركي”.

وفي الوقت نفسه، يقول خبراء إن شراء نظام “أس400-” قد عزز العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وروسيا، حيث انحرفت أنقرة بعيدا عن حلفائها داخل الناتو، لكن مصطفى أيدين، من جامعة “قادر هاس” في إسطنبول، يتبنى رأيا مخالفا. ويقول أيدين “العلاقة بين تركيا وروسيا مازالت تتطور”، مشيرا إلى حقيقة أن هذه العلاقة شهدت أزمة في عام 2015 بسبب إسقاط طائرة روسية، كما يدعم كل منهما طرفا مختلفا في الحرب السورية. وما زالت روسيا ترى تركيا منافسا جيوسياسيا، ولن تفكر في إقامة تحالف دفاعي دائم بصورة أكبر مع تركيا، بسبب وضع عضوية أنقرة في الناتو. ويقول مايكل كوفمان، المحلل بمركز أبحاث شؤون الدفاع “سي.أن.أي” في الولايات المتحدة، إن أنقرة قد تكون معنية بوجود شراكة استراتيجية مع موسكو، ولكن يتعين الحذر مما قد يترتب على ذلك.

وأوضح كوفمان “من الناحية السياسية، روسيا ذات قدر أكبر من الموثوقية، لأنه ليس من المرجح أن تعلق الدعم العسكري بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان أو الديمقراطية أو القيم”.

ولا تشمل صفقة الأسلحة وجود مخاطر على أنقرة فحسب، فهناك مخاطر بالنسبة لروسيا أيضا، بحسب ما قاله ديار أوتال، التابع لمركز “دافيس” للدراسات الروسية والأورو-آسيوية بجامعة هارفارد. وقال أوتال “روسيا تخاطر بتفكيك نظام الدفاع الصاروخي الخاص بها ليخضع للدراسة من قبل الناتو خلال فترة ما بعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

ونظرا إلى قوة المنظومة الصاروخية الروسية وشعبيتها، فمن الطبيعي أن تثير مخاوف واشنطن، حيث يعد الدفاع الجوي أمرا ضروريا وحاسما بالنسبة لأي دولة تسعى إلى حماية مساحتها الأرضية ومجالها الجوي.

قيمة الدفاع الجوي

الدفاع الجوي يعد أمرا ضروريا وحاسما بالنسبة لأي دولة تسعى إلى حماية مساحتها الأرضية ومجالها الجوي
الدفاع الجوي يعد أمرا ضروريا وحاسما بالنسبة لأي دولة تسعى إلى حماية مساحتها الأرضية ومجالها الجوي

تعتبر أنظمة الصواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك أس- 300 وأس400- الروسية، أسلحة فعالة. وتعتبر أس- 400 الروسية أحد أفضل أنظمة الصواريخ الاستراتيجية المتوفرة اليوم. وتطوّر روسيا بديلا أفضل لهذه المنظومة وهو “أس- 500”.

وتتمثل نقاط قوة أس- 300 وأس400- في قدرتهما المرنة على ضرب أهداف مختلفة من الطائرات والصواريخ الباليستية. كما تعتمد على أجهزة استشعار متطورة تدّعي روسيا أنها تشمل القدرة على اكتشاف الأهداف المخفية.

ويمكن أن تسبب الأنظمة الروسية أضرارا كبيرة في صفوف الخصم إذا أتيحت لها فرصة استهداف طائرات العدو الرئيسية والناقلات التي تزودها بالوقود ونظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا. وتؤكد واشنطن أن تركيا لا يمكنها حيازة أنظمة دفاع جوي روسية وأميركية متقدمة معا، حيث ستُستخدم لاعتراض الطائرات والصواريخ.

وبدوره يخشى حلف الناتو من أن نشر الصورايخ الروسية وما يتطلبه من تعاون وتدريب مشترك بين القوات التركية والروسية، يمكن أن يؤدي إلى تسريب معلومات عسكرية وفنية حساسة لروسيا.

وعلى الرغم من هذه القدرات المثيرة، ترتبط فعالية الصواريخ بعيدة المدى مثل أس400- بالسياق الذي توجد فيه حيث إنه يمكن أن تكون الأنظمة أكثر أو أقل فاعلية اعتمادا على نوع الخصم. على سبيل المثال، يمكن أن تشكل طائرة أف35 تهديدا لأسطول محدود، حيث لا تتجاوز قدرتها ثماني قاذفات صواريخ تُحمّل كل واحدة منها بأربعة صواريخ.

لكن، إذا كانت طائرة أس400- تهاجم بمفردها أو إذا لم تدعمها دفاعات جوية حديثة أخرى، فمن المحتمل ألا تكون لديها صواريخ كافية لتشن هجوما من شأنه أن يردع قوات الخصم.

بذلك تبقى هذه الصواريخ عرضة لهجمات صواريخ العدو. كما تؤثر العوامل الجغرافية على فاعلية المنظومة، مثل توفر مناطق جبلية قادرة على حجب بعض أنظمة الاستشعار. ويمكن أن يعتمد الهدف الطيران المنخفض وانحناء الأرض لتجنب اعتراض أس400- لفترة أطول.

غراف

في نهاية المطاف، ستكون أس400-المعزولة عرضة لهجوم الأهداف المخفية التي يمكن أن تستغل الجغرافيا للخروج من المعركة دون خسارة طائرة واحدة. ولم تصمم أس400- لتعمل كسلاح وحيد بل كجزء من نظام دفاع جوي متكامل أوسع.

يتكون نظام الدفاع الجوي المتكامل الفعال من طبقات تشمل أنواعا مختلفة من الصواريخ من المدى القصير إلى المدى البعيد. كما يتضمن أجهزة رادار واستشعار أخرى للكشف عن أنواع مختلفة من أهداف العدو. كلما كان حجم نظام الدفاع الجوي أكبر (جغرافيا)، ومكثفا (من حيث أعداد الأنظمة المختلفة داخلها)، وكلما كانت تكنولوجيا النظام المتكامل متطورة كلما زادت قدرته على حماية مجاله الجوي.

وتعد الصواريخ بعيدة المدى، على الرغم من كونها أساس أي نظام دفاع جوي متكامل حديث وفعال، مجرد جزء من الشبكة الأوسع. ففي الواقع، صممت صواريخ لإسقاط ذخائر العدو من مسافة قصيرة.

ويكمن هدف نظام الدفاع الجوي المتكامل في الجمع بين نقاط القوة المختلفة التي تتمتع بها الأنظمة المتعددة التي تجمع تحت مظلة واحدة. في مثل هذه الشبكة، يمكن أن تلعب الصواريخ بعيدة المدى دور البطولة، لكن الفوز يتطلب جهدا جماعيا.

نجاح روسي وصيني

ما الذي يعنيه هذا التحليل في موضوع شراء أنظمة الصواريخ بعيدة المدى الذي يتحدث عنه الجميع مؤخرا؟ يعتمد الجواب على البلدان التي تمتلك النظام.

وحتى مع المساحة الجغرافية الواسعة، تبقى كل من روسيا والصين المستخدمين اللذين أبرزا فاعلية أس-300 وأس400-. ونجح البلدان في دمج أنظمة الصواريخ في نظام دفاع جوي متكامل كثيف ومتطور، تدعمه أعداد كبيرة من المقاتلات الاعتراضية العسكرية.

تتمثل نقاط قوة أس- 300 وأس- 400 في قدرتهما المرنة على ضرب أهداف مختلفة من الطائرات والصواريخ الباليستية

وتشمل الدول التي نجحت نوعا ما ​​في استخدام الصواريخ بعيدة المدى تركيا.  ولا تدعم أنقرة منظومة أس400- بأعداد كبيرة من أنظمة الصواريخ بعيدة المدى الفعالة. لكنها تستطيع الاستفادة من شراء المنظومة لأن الدفاع الجوي التركي الأساسي (مثل دفاع العديد من دول الناتو الأخرى) يتركز على طائراتها المقاتلة.

وتريد تركيا إضافة أس400- إلى مقاتلاتها لتدارك نقائص نظامها الدفاعي، إذ لم تكن قادرة على أداء مهامها الدفاعية المضادة للصواريخ الباليستية قبل أن تتوجه إلى عقد صفقة مع روسيا.

في النهاية يستنتج تقرير مركز ستراتفور أن أسلحة الصواريخ بعيدة المدى مثل أس- 400  ليستذات قدرات سحرية. ويبقى نظام الدفاع الجوي المتكامل نفسه عرضة للإرهاق إذا ما تعرض لهجوم مستمر دون تعزيز.

وفي 12 يوليو الجاري أعلنت وزارة الدفاع التركية وصول أول مجموعة من أجزاء منظومة أس400- الروسية إلى أنقرة، قبل أن يليها وصول عدة طائرات تحمل معدات تابعة للمنظومة.

موسكو تتسلم منظومات صواريخ مضادة للدبابات

سول- بدأت إحدى وحدات مكافحة الدبابات في لواء المظليين المرابط في مقاطعة فولجوغراد الروسية تسلم منظومات “كورنيت” الحديثة المضادة للدبابات، طبقا لما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء الأحد. ووفقا للوكالة، أعلنت هذا النبأ إدارة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الدفاع الروسية يوم 18 يوليو الجاري.

وقال قائد الكتيبة في لواء المظليين، بافل سوزدالتسيف، إن جنود كتيبته كانوا يستخدمون في السابق منظومات “فاجوت” المضادة للدبابات التي يتم توجيهها سلكيا، لكن حان الوقت لاستبدالها بمنظومات جديدة.

وأشار قائد الكتيبة إلى أن المنظومات الجديدة توجه عبر الليزر وتتزود بأجهزة الرؤية الليلية خلافا لسابقاتها، الأمر الذي يمكّن لمشغليها من استخدامها في الظلام. وأضاف أن كتيبته تتوفر فيها أجهزة الكمبيوتر الخاصة بتدريب الأفراد على استخدام الأسلحة الجديدة.

ومن شأن تلك الأجهزة محاكاة الأوضاع الحقيقية في ميدان القتال وتدريب الأفراد على تدمير الدبابات باستخدام الليزر. ويتوقع أن تستخدم المنظومات الجديدة في التدريبات العسكرية للواء والتي ستجرى في الخريف القادم.

 

'