بن علوي: عمان تجاوزت مرحلة التطبيع مع إسرائيل – مصدر24

بن علوي: عمان تجاوزت مرحلة التطبيع مع إسرائيل

بن علوي: عمان تجاوزت مرحلة التطبيع مع إسرائيل

مواقف وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي تثير نقاط استفهام كبرى خاصة وأنها تأتي في توقيت حساس مع اقتراب إعلان صفقة القرن.
مسقط – يواصل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إثارة الجدل بشأن العلاقة مع إسرائيل، وسط حالة من “الصدمة” في صفوف الفلسطينيين الذين وصفوا ما صدر من المسؤول العماني “بالغريب”.
ونشرت شبكة “سي أن أن” الاثنين تصريحات جديدة للعلوي اعتبر فيها أن إسرائيل بحاجة إلى العيش بسلام وأن بلاده تجاوزت “مرحلة التطبيع”.
وقال وزير الخارجية العماني إن الدول العربية “أضاعت معظم مواردها وخططها بحثا عن المزيد من الأسلحة وبناء الجيوش”، مشيرا إلى “أن الاستقرار في المنطقة هو الأمر الأهم”.
واعتبر بن علوي أن أصل المشكلة التي تواجهها المنطقة، وهي الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية لم تحل، مضيفا أنه يجب حلها، لافتا إلى أن على العرب أن يعيشوا بسلام مع إسرائيل.
ويرى بن علوي أن بلاده تجاوزت مرحلة التطبيع مع إسرائيل قائلا “أعتقد أننا تجاوزنا التطبيع. تحتاج إسرائيل إلى العيش في سلام مع العرب، كما أن العرب يريدون قيام دولة فلسطينية”.
وتطرح مواقف وزير الخارجية العماني نقاط استفهام كبرى خاصة وأنها تأتي في توقيت جد حساس مع اقتراب إعلان الإدارة الأميركية لخطة السلام الموعودة والتي يطلق عليها “صفقة القرن”، حيث من المرجح أن يتم ذلك بعد الانتخابات الإسرائيلية العامة المقررة الثلاثاء.
وكان بن علوي صرح السبت الماضي في كلمة له بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “منتدى دافوس″، الذي تستضيفه الأردن للمرة العاشرة، في منطقة البحر الميت بأن على الدول العربية أن تتخذ إجراءات “مطمئنة” لإسرائيل كي تشعر بالأمان في محيطها العربي، لوضع حد للحروب الدائرة منذ عقود بين الجانبين.
وأوضح “إسرائيل ورغم كل قوتها ليست مطمئنة على مستقبلها ولا تشعر بالأمان لأنها ليست دولة عربية وتعيش في محيط عربي ومحاطة بـ400 مليون شخص وليست مطمئنة من استمراريتها في المنطقة، وأنا أعتقد أننا كعرب علينا النظر في ذلك ونحتاج أيضا لوضع نهاية لهذه المخاوف، وهذا يجب أن يتم بأخذ إجراءات واتفاقات حقيقية بيننا كدول عربية”.
وأثارت تصريحات وزير الخارجية العماني غضب الفلسطينيين الذين اعتبروا أن ما جاء به “مخالف للحقيقة والمنطق الموضوعي”.
وتساءلت حركة حماس الاثنين في تصريح صحافي نشرته على موقعها الإلكتروني “بأي منطق أخلاقي وسياسي يطلب من الضحية أن تطمئن الجلاد والمحتل على مستقبله، وهو كيان غاصب يملك أقوى جيش في المنطقة، ويمارس القتل والتدمير بشكل منهجي ضد شعبنا وأمتنا، ويحتل الأرض، ويهوّد القدس، ويدنس المقدسات، ويهدد المنطقة بأسرها، ويضرب بالقانون الدولي عرض الحائط”.
واعتبرت حماس أن “هذه التصريحات تجاوزت حد التطبيع المجاني مع العدو المحتل إلى التماس الأعذار والذرائع له والدعوة إلى طمأنته وتفهم مخاوفه المزعومة!”، وشددت على أن هذه “التصريحات المؤسفة خذلان لشعبنا، وإضرار بقضيتنا، وإضعاف للموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي، ومن شأنها تشجيع الكيان الصهيوني على المزيد من جرائمه وعدوانه، بل وتعنته السياسي”.
وشهدت العلاقة بين إسرائيل وعمان نقلة نوعية في السنوات الأخيرة ترجمتها الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أواخر العام الماضي إلى مسقط حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد.
ويقول محللون إن هذا الانفتاح العماني اللافت على إسرائيل جاء نتيجة الأزمة المركبة التي تعيشها السلطنة، وتراهن على أن مثل هذا الانفتاح سيحسن وضعها خاصة لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تظهر انحيازا مطلقا لتل أبيب.

'