“القيطان” جديد غوغل لربط ما انقطع بين الناس – مصدر24

“القيطان” جديد غوغل لربط ما انقطع بين الناس

عادت غوغل إلى تحدي هيمنة فيسبوك في ميدان التواصل الاجتماعي باستدعاء غوغل+ من مقبرتها التي تضم العشرات من التطبيقات والأجهزة، لتعطيه فلسفة جديدة لربط ما انقطع بين الناس في المجتمعات المحلية. ويرى محللون أنه توجه مختلف يبتعد عن تركيزها سابقا على مغامرات ملحقة بمحرك البحث وبريدها الإلكتروني الشعبي الواسع الانتشار.

لندن – كشفت تقارير عالمية أن شركة غوغل تقوم حاليا بتطوير شبكة جديدة للتواصل الاجتماعي أطلقت عليها شوليس (Shoelace) أي رباط الحذاء (القيطان) وذلك بعد أشهر على الإغلاق النهائي لتطبيق غوغل+ بسبب فشله في استقطاب المستخدمين.

وذكرت أن التطبيق الجديد سيكون عبارة عن شبكة اجتماعية تركز على المستوى المحلي وتسعى لربط الأشخاص الذين يرغبون في العثور على آخرين للانضمام إليهم في أنشطة مثل الرياضة وممارسة الهوايات وحضور العروض الفنية والترفيهية.

ويبدو أن غوغل لم تعد تستطيع مواصلة التفرج على هيمنة فيسبوك على آفاق التواصل الاجتماعي، خاصة بعد اتساع طموحات الأخيرة بمشروع إصدار عملة رقمية، يمكن أن يؤدي نجاحها إلى مضاعفة نفوذها بشكل كبير.

ويرى محللون أن غوغل تجد نفسها مضطرة لمقاومة ابتعادها عن المنافسة من خلال استدعاء تطبيق غوغل+ من مقبرتها، والذي أغلقته نهائيا في أبريل الماضي، وذلك بإعطائه هوية وفلسفة جديدة.

تطبيق شوليس يمكن أن يلقى قبولا بعد تصاعد التحذيرات من تأثير إدمان استخدام الهواتف الذكية على النسيج الاجتماعي

وتشير التقارير إلى أن غوغل دخلت هذا المشروع بطريقة مختلفة عن محاولاتها الفاشلة، التي كانت تطرح كمشاريع ملحقة بهيمنة محرك البحث العملاق وبريد غوغل الإلكتروني الشعبي الواسع الانتشار. وتبدو مصممة على النجاح في ميدان التواصل الاجتماعي مهما كان الثمن.

وتتوفر الشبكة الاجتماعية الجديدة في الوقت الحالي من خلال الدعوات فقط، وهي تعد بمساعدة المستخدمين على التواصل مع الآخرين الذين لديهم اهتمامات مشتركة في أحداث معينة وأنشطة شخصية.

ويمكن لمستخدمي التطبيق إنشاء بطاقة بيانات لحدث أو نشاط يعتزمون المشاركة فيه، ودعوة الأصدقاء والغرباء للانضمام إليهم، إضافة إلى الاطلاع على الفرص والأحداث المعروضة للمشاركة من قبل مستخدمين آخرين.

وتشير الملامح المتاحة حتى الآن إلى أن شبكة غوغل شوليس الاجتماعية الجديدة اختارت ميدان ربط ما انقطع بين الناس بسبب انفجار استخدام  الهواتف والأجهزة الإلكترونية من خلال تشجيعهم على قضاء وقت أقل على هواتفهم، والتوجه إلى قضاء المزيد من الوقت في فعل أي شيء في الحياة الحقيقية.

ويمكن أن تلقى هذه الفلسفة إشادة من الكثير من المؤسسات والجمعيات، التي أصبحت تحذر من تداعيات الإدمان على استخدام الهواتف وتأثيره السلبي على النسيج العائلي والاجتماعي.

وكانت غوغل قد طرحت في الماضي هذه الفلسفة حين أطلقت في عام 2011 خدمة شيمر (Schemer) التي تركز على اكتشاف فعاليات مشتركة مع الآخرين، والتي تهدف إلى فعل الشيء نفسه تماما مثل شبكة شوليس الجديدة.

وكانت خدمة شيمر من المشروعات الأولى التي حاولت غوغل من خلالها تجربة أفكار جديدة لم تكن جزءا من منتجات الشركة الرئيسية، لكنها غوغل أغلقت تلك الخدمة في عام 2014 حين فشلت في استقطاب ما يكفي من المستخدمين.

ويبدو أن تلك الخدمة أطلقت مبكرا وفي غير أوانها، وأنها قد تكتسب اليوم قبولا أوسع بعد تزايد التقارير التي تحذر من عواقب الإدمان على استخدام الأجهزة الإلكترونية.

وشجعت غوغل خلال الأعوام القليلة الماضية هذا النوع من المشاريع من خلال منصة “أريا 120” وهي حاضنة للمشاريع التجريبية، ساعدت في ظهور تطبيقات تسعى إلى تشجيع النشاطات العملية مثل رايفت وغيم بلدر وغراس هوبر وأب تايم وشورت ويف.

Thumbnail

وتشير التقارير إلى أن تطبيق الشبكة الاجتماعية الجديدة شوليس سوف يتم طرحه على نظام التشغيل أندرويد ونظام تشغيل أبل آي.أو.أس، وهو متوفر حاليا فقط في مدينة نيويورك.

ولا يمكنك الاشتراك في التطبيق حاليا إلا بالحصول على دعوة، رغم أن غوغل تقول إن الهدف من الشبكة الجديدة هو طرحها في جميع المدن في أنحاء الولايات المتحدة في المستقبل، دون أن تشير إلى وجود خطط حاليا لإطلاق الشبكة عالميا.

ويبدو أن الشركة تبالغ في الحرص على فرص النجاح بعد فشل عدد كبير من أجهزتها وتطبيقاتها في السنوات الماضية، ولذلك فإنها تسير بحذر في سبيل إنجاح هذا التطبيق ومنافسة فيسبوك في آفاق التواصل الاجتماعي، التي تعد بثورات واسعة فيالإيرادات.

ويحظى محرك بحث غوغل بثقة كبيرة في أنحاء العالم، لكن الكثير من الأجهزة والتطبيقات التي أطلقتها الشركة لم تحقق نجاحا مماثلا.

وتتندر الكثير من المواقع المهتمة بالتكنولوجيا بمصطلح “مقبرة غوغل” التي تضم في بعض الإحصاءات 153 مشروعا أوقفتها غوغل، وهي تتنوع بين الأجهزة والخدمات والتطبيقات.

وأوقفت الشركة في الشهر الماضي إنتاج الجهاز اللوحي بكسل سليت، الذي لم يتمكن من اقتطاع حصة في الأسواق، في وقت تكافح فيه لمواصلة إنتاج هاتفها الذكي بكسل، الذي لم يتمكن من منافسة الهواتف المهيمنة.

'