إنفاق قطر السخي على الدعاية يفشل في تخليصها من وصمة انتهاك حقوق الإنسان – مصدر24

إنفاق قطر السخي على الدعاية يفشل في تخليصها من وصمة انتهاك حقوق الإنسان

إنفاق قطر السخي على الدعاية يفشل في تخليصها من وصمة انتهاك حقوق الإنسان

حرج شديد للدوحة من كثرة الانتقادات لسجلها الحقوقي في جلسة مراجعة بجنيف، ومطالبات لحث قطر على العدول عن الترويج للتشدّد والكراهية.
جنيف – فشلت قطر بعد سنوات طويلة من الإنفاق الضخم على حملات الدعاية والعلاقات العامّة في تلميع صورتها، وتقديم نفسها للمجتمع الدولي كدولة متحضّرة سليمة من انتهاكات حقوق الإنسان ومتبنّية لقضايا الشعوب مثلما تروّج لذلك وسائل إعلام قطرية ممولة بسخاء من أموال الغاز.
وتحوّلت أعمال جلسة للمراجعة الدورية الشاملة لسجل قطر في حقوق الإنسان انعقدت مؤخرا بجنيف، إلى ما يشبه المحاكمة الدولية للدوحة بسبب سوء سجلّها الحقوقي.
ولا تنقطع قضايا انتهاكات حقوق الإنسان عن التفجّر في وجه قطر سواء من خلال تقارير المنظمات الدولية بشأن أوضاع العمال الوافدين وما يواجهونه من انتهاكات يرتقي بعضها إلى مرتبة العبودية المعاصرة، أو من خلال القضايا التي تثار بشأن اضطهاد فئات من المجتمع القطري أو شخصيات قطرية على خلفية اعتراضها على سياسات الدوحة، مثلما هي الحال بالنسبة لقبيلة الغفران التي حُرم أبناؤها من مختلف حقوق المواطنة ومورست ضدّهم مختلف أنواع التضييقات بسبب وقوف القبيلة ضدّ انقلاب أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده أواسط تسعينات القرن الماضي.
وشهدت جلسة مجلس حقوق الإنسان المخصصة لمناقشة مراجعة السجل القطري، سيلا من المساءلات والمطالبات لقطر من ممثلي عدّة جهات إقليمية ودولية بالكف عن انتهاك حقوق الإنسان واتخاذ إجراءات عملية لصيانة حقوق مواطنيها والمقيمين على أرضها، دون أن تغفل المطالبات حثّ قطر على العدول عن الترويج للتشدّد والكراهية.

جلسة المراجعة الدورية لسجل قطر الحقوقي تتحول إلى ما يشبه المحاكمة الدولية لقطر على تعدد انتهاكاتها لحقوق الإنسان

وطالبت أيرلندا خلال الجلسة نفسها قطر بإلغاء إذن المغادرة للعمال الأجانب والمهاجرين، فيما طالبتها مملكة النرويج باعتماد التدابير القانونية لحماية العمال المنزليين.
ويستند المطلبان إلى تقارير دولية تواترت خلال السنوات الماضية وأثبتت بالحجج والوقائع الموثّقة تعرّض العمّال الوافدين المشتغلين في ورشات بناء منشآت كأس العالم 2022 إلى شتّى أنواع الاستغلال، حتى أنّ منهم من فقدوا حياتهم بسبب سوء ظروف العمل وانعدام مقوّمات الحماية والسلامة. وورد في أحد أحدث التقارير الصادرة عن منظّمة العفو الدولية بهذا الشأن أنّ قطر تُخاطر “بمخالفة الوعود التي قطعتها على نفسها من أجل التصدّي لعملية الاستغلال واسع النطاق للآلاف من العمّال الأجانب” قبل انطلاق نهائيات كأس العالم القادمة في كرة القدم. وقالت المنظّمة في تقريرها إنّ “العديد من العمّال لا يزالون عالقين في ظروف قاسية”، وإنّ “الوقت بدأ ينفد إذا ما أرادت السلطات القطريّة أن تقدّم إرثا يُمكن أن يبتهج الجميع له، ألا وهو نظام العمل الذي يضع حدّا للانتهاك والبؤس اللذين يلحقان بعدد كبير من العمّال الأجانب كلّ يوم”.
وسبق للمنظمة ذاتها أن أثارت قضية اضطهاد عاملات المنازل الأجنبيات في قطر، مشيرة إلى أنّهن يتعرضن لاستغلال كبير يداني العبودية المعاصرة. وقالت المنظمة آنذاك إن “السلطات القطرية مازالت تخذل عاملات المنازل المهاجرات اللائي يتعرضن لاستغلال كبير، بما في ذلك العمل الجبري والعنف الجسدي والجنسي”.
ومؤخّرا شهدت قطر احتجاجات نادرة من قبل العمال الوافدين عكست وصولهم إلى مرحلة اليأس من إيفاء الدوحة بوعودها للمجتمع الدولي بإنهاء انتهاك حقوقهم وتحسين ظروفهم. ومع تراكم مستحقاتهم المالية بسبب عدم حصولهم على مرتّباتهم لفترة وصلت إلى الستّة أشهر، أطلق هؤلاء العمّال احتجاجات تصدّت لها السلطات القطرية بعنف فتحوّلت إلى أعمال شغب نجمت عنها خسائر مادية.
اضطهاد عمال ورشات المونديال.. الوصمة العصية على محاولات المحواضطهاد عمال ورشات المونديال.. الوصمة العصية على محاولات المحو
كذلك طالبت كلّ من اليابان وإيطاليا خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان، الدوحة باتخاذ المزيد من التدابير وإلغاء التمييز ضدّ المرأة، والتنسيق مع منظمة العمل الدولية بخصوص العمال الأجانب.
وعربيا طالب لبنان قطر بتعزيز التشريعات الخاصة بالصحة وضمان وصولها إلى الجميع دون تمييز، فيما طالبتها السعودية باتخاذ التدابير اللاّزمة لإعادة الممتلكات المصادرة من قبيلة الغفران، وأوصت بإزالة العقبات التي تحول دون أداء القطريين والمقيمين في قطر لمناسك الحج والعمرة.
وبهدف تكريس مظلوميتها وإلقاء اللوم على السلطات السعودية عمدت قطر، منذ أن أعلنت أربع دول عربية من ضمنها المملكة عن مقاطعتها بسبب دعمها للإرهاب، إلى التضييق على مواطنيها والمقيمين على أرضها ومنعهم من أداء الحجّ والعمرة، الأمر الذي مثّل تعديا على حق من حقوق الإنسان يتمثّل في حرية ممارسة الشعائر الدينية.
ومن جهتها دعت مملكة البحرين خلال الجلسة ذاتها قطر إلى إزالة الحواجز أمام العمال الأجانب للوصول إلى العدالة ومنع السخرة ومكافحة جرائم الاتجار بالبشر، بينما دعتها مصر إلى وقف نزع الجنسية التعسفي والتوقف عن تقديم الدعم للمنصات الإعلامية التي تبث العنف والكراهية.

'